.jpg)
لست هنا لأكتب مقالا عن الوطنية، فأبناء الوطن فيهم الخير الكثير. لكني أكتب اليوم عن الفئة التي ظلمت نفسها قبل أن تظلم غيرها وظنت أن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته يمكن أن تكون سهلة المنال أو لقمة سائغة لأهوائهم. قبل أيام قليلة حققت قوى الأمن السعودي ضربة استباقية هامة وأحبطت عدداً من المخططات الإجرامية أسفرت عن اعتقال العديد من المنتمين للفكر الضال وتم تفكيك عدد من الخلايا التي خططت لضرب مكتسباتنا شملت هجوما وشيكا على منشأة نفطية ومخططا لاغتيالات تستهدف علماء دين ورجال أمن وتهريباً لصواريخ عبر حدود المملكة وشبكة لتوفير الدعم المالي للمنحرفين فكريا والتغرير ببعض أبناء الوطن للقتال في المناطق المضطربة ومن ثم العودة بهم إلى المملكة للإخلال بالأمن ونشر الفتنة. لهذه الفئة التي ظلمت نفسها أقول لقد غرر بكم أناس حاقدون يملأ الحقد فكرهم لا ترى أعينهم إلا الأسود والقاتم من الألوان... لا يدركون ولا يرون شيئا أبعد من أنوفهم... يرقبون التغيرات في السماء وما علموا أن الدنيا كلها تغيرت من تحت أقدامهم. عندما اكتشفوا الحقيقة المرة تبين لهم عجزهم عن مواكبة هذا التغيير فما كان منهم إلا التمسك بالمألوف لديهم من فكر ينافي العصر ومتطلباته واختاروا طريقا لا يتماشى مع جوهر الإسلام وسماحته. لم يستطيعوا أن يجدوا من المناصرين إلا الضعفاء الذين لا يرون ولا يدركون ما حولهم إلا من خلال الزاوية الضيقة التي أوجدوها لأنفسهم للنظر من خلالها. نسيت هذه الفئة سنن الله عز وجل في كونه... نسوا الصراع اللامتناهي بين الخير والشر... نسوا أن الخير دائما ينتصر وإن طال الزمن... نسوا أن المطر الذي ينزله الله من السماء يجري إلى مسافات طويلة ويحمل في مجراه كثيرا من الخبث والقاذورات التي تطفو على سطحه ثم تأخذ الأرض نصيبها منه فيمكث فيها فتحيا وتنبت الزرع والعشب فيأكل الإنسان منها والحيوان وأما الخبث والقاذورات فتتفرق وتكنس. نسيت هذه الفئة أن كل شعوب الأرض تعيش أوضاعا غير مثالية، وكل الناس تزداد شكواهم وهذا الوطن مثل غيره من الأوطان ينتظر سواعد أبنائه للإصلاح والبناء لا للهدم والدمار وتأجيج الفتن. نسيت هذه الفئة أن هذا الوطن يظل مقدسا لدينا جميعا وأي خروج عنه أو وقوف في وجهه إنما هو مهلكة للجميع. نسيت هذه الفئة أن أعداء الأمة الإسلامية كثر وهم بأفعالهم النكراء في وطننا هذا إنما يسهمون في إضعاف هذه الأمة الإسلامية التي سخر الله لها بلادنا هذه لخدمتها. ليتهم سألوا أنفسهم لماذا تفشل مخططاتهم دوما؟ ولماذا يفضحهم الله دوما؟ لا شك عندي أن "الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا".